ولما التقى الصفّان واختلف القنا ... نهالا، وأسباب المنايا نهالها
تبيّن لى أن القماءة ذلة ... وأنّ أعزاء الرجال طوالها
وقال أبو نواس:
وكنا إذا ما الحائن الجدّ غرّه ... سنى برق غاد أو ضجيج رعاد
تردّى له الفضل بن يحيى بن خالد ... بماضى الظّبى يزهاه طول نجاد
أمام خميس أرجوان كأنه ... قميص محوك من قناد وجياد «١»
ومن هذا البيت أخذ أبو الطيب المتنبى قوله:
وملمومة زرد ثوبها ... ولكنّه بالقنا مخمل
[[عود إلى أخبار كثير عزة]]
ودخل كثيّر على عبد العزيز بن مروان وهو عليل، وأهله يتمنّون أن يتبسم، فقال: لولا أن سرورك لا يتمّ بأن تسلم وأسقم لدعوت الله أن يصرف مابك إلىّ، ولكنى أسأل الله أيها الأمير العافية لك ولى في كنفك؛ فضحك وأمر له بمال فخرح وهو يقول:
ونعود سيّدنا وسيّد غيرنا ... ليت التشكّى كان بالعوّاد
لو كان تقبل فدية لفديته ... بالمصطفى من طارفى وتلادى
قال محمد بن سلام الجمحى: قال أبى: ذاكرت مروان بن أبى حفصة شعر جرير والفرزدق وكثيّر، فذهب إلى تقديم كثيّر، وجعل يطريه ويقول: هو أمدحهم للخلفاء، فقلت: أمن جودة مدحه للخلفاء قوله لعبد الملك بن مروان:
ترى ابن أبى العاصى وقد صفّ دونه ... ثمانون ألفا قد توافت كمولها
يقلّب عينى حيّة بمفازة ... إذا أمكنته شدّة لا يقيلها
فقال هذا للخليفة ودونه ثمانون ألفا، وجعله يقلّب عينى حية.