للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنى فى مالى وأهلى كأننى ... لفقدك لا مال لدىّ ولا أهل

يذكّر نيك الخير والشرّ والحجا ... وقيل الخنى والحلم والعلم والجهل

فألقاك عن مذمومها متنزها ... وألقاك فى محمودها ولك الفضل

وأحمد من إخلافك البخل إنه ... بعرضك لا بالمال حاشى لك البخل

أمنتجعا مروا بأثقال همّة ... دع الثّقل واحمل حاجة مالها ثقل

ثناء كعرف الطيب يهدى لأهله ... وليس له إلّا بنى برمك أهل

فإن أغش قوما بعدهم أو أزورهم ... فكالوحش يدنيها من القنص المحل

[ومن ألفاظ أهل العصر فى التعازى وما يتعلق بمعانيها من ذكر البكاء والجزع وعظم المصائب]

خبر عز على النفوس مسمعه، وأثر فى القلوب موقعه. خبر تصطك له السامع، وترتجّ به الأضالع، وتسقط له الحبالى، وتصحو منه السكارى خبر كادت له القلوب تطير، والعقول تطيش، والنفوس تطيح. خبر يخفض البصر ويقذيه، ويقبض الأمل ويقدح فيه. الخبر فى أثناء الرجاء قد انقطع، وأصمّ به الناعى وقد أسمع. ناعى الفضائل قائم، وأنف المحاسن راغم. خبر أحرج الصّدر، وأحلّ البكاء، وحرّم الصبر، وأطار واقع السكون، وأثار كامن الوجوم، وثقلت وطأتة على أجزاء النفس، وتأدّت معرته إلى سرّ القلب. كتبت والأرض واجفة، والشمس كاسفة، للرزء العظيم، والمصاب الجسيم، فى فلك الملك، وركن المجد، وقريع الشّرق والغرب، وما عسى أن يقال فى الفلك الأعلى إذا انهار من جوانبه، وتهافت على مناكبه.

أتى الناعى «١» ، فندب المساعى، وقامت بواكى المجد، وكسفت شمس الفضل،

<<  <  ج: ص:  >  >>