للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأقسام، تباشير نجح، ومخايل نصر وفتح، قد استكمل قوّة الفضل، ولم يتكامل له سنّ الكهل. ما زالت مخايله وليدا وناشئا، وشمائله صغيرا ويافعا، نواطق بالحسن عنه وضوامن النّجح فيه! قد سما إلى مراتب أعيان الرجال، التى لا تدرك إلا مع الكمال والاكتهال. حمدت عزائمه، قبل أن حلّت تمائمه، وشهدت مكرماته، قبل أن تدرج لداته «١» .

وقال البحترى:

لا تنظرنّ إلى العباس من صغر ... فى السّن وانظر إلى المجد الذى شادا

إنّ النجوم نجوم الأفق أصغرها ... فى العين أذهبها في الجوّ إصعادا

وقال آخر:

رأيت العقل لم يكن انتهابا ... ولم يقسم على قدر السنينا

فلو أنّ السنين تقسّمته ... حوى الآباء أنصبة البنينا

وقال الفضل بن جعفر الكاتب:

فإن خلّفته السنّ فالعقل بالغ ... به رتبة الكهل المؤهّل للمجد

فقد كان يحيى أوتى الحكم قبله ... صبيّا وعيسى كلّم الناس في المهد

[[مما قيل في أثر الأيام والليالى]]

وكان أبو حيّة كثير الرواية عن الفرزدق، وعمّر حتى التقى بابن مناذر فاستنشده شعره، فأنشده أبو حيّة:

ألا حىّ من أجل الحبيب المغانيا ... لبسن البلى مما لبسن اللّياليا

إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة ... تقاضاه شىء لا يملّ التّقاضيا

حنتك الليالى بعد ما كنت مرة ... سوىّ العصا لو كنّ يبقين باقيا

<<  <  ج: ص:  >  >>