للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[بعض ما جاء في وصف الليل]]

قال بعض الرواة: أنشدت أعرابيا قول جرير بن عطية بن الخطفى:

أبدّل الليل لا تسرى كواكبه ... أم طال حتى حسبت النجم حيرانا

فقال: هذا حسن في معناه، وأعوذ بالله من مثله؛ ولكنى أنشدك في ضدّه من قولى، وأنشدنى:

وليل لم يقصّره رقاد ... وقصّر طوله وصل الحبيب

نعيم الحبّ أورق فيه حتّى ... تناولنا جناه من قريب

بمجلس لذّة لم نقو فيه ... على شكوى ولا عدّ الذّنوب

بخلنا أن نقطّعه بلفظ ... فترجمت العيون عن القلوب

فقلت له: زدنى، فما رأيت أظرف منك شعرا؛ فقال: أمّا هذا الباب فحسبك، ولكن أنشدك من غيره:

وكنت إذا علقت حبال قوم ... صحبتهم وشيمتى الوفاء

فأحسن حين يحسن محسنوهم ... وأجتنب الإساءة إن أساءوا

أشاء سوى مشيئتهم فآتى ... مشيئتهم وأترك ما أشاء

قال الأصمعى: قرأت على أبى محذر خلف بن حيّان الأحمر شعر جرير، فلما بلغت إلى قوله:

ويوم كإبهام القطاة محبّب ... إلىّ صباه غالب لى باطله

رزقنا به الصّيد العزيز ولم نكن ... كمن نبله محرومة وحبائله

فيالك يوم خيره قبل شرّه ... تغيّب واشيه وأقصر عاذله

فقال خلف: ويحه! فما ينفعه خير يؤول إلى شرّ؟ فقلت له: كذا قرأته على أبى عمرو بن العلاء، فقال لى: وكذا قال جرير، وما كان أبو عمرو ليقرئك إلّا ما سمع، قلت: فكيف كان يجب أن يكون؟ قال: الأجود أن

<<  <  ج: ص:  >  >>