للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أشجع بن عمرو السّلمى يمدح فى هذا المعنى إبراهيم بن عثمان بن نهيك صاحب شرطة الرشيد، وكان جبارا عنيدا:

فى سيف إبراهيم خوف واقع ... بدوى النفاق، وفيه أمن المسلم

ويبيت بكلأ والعيون هواجع ... مال المصيع ومهجة المستسلم

شدّ الخطام بأنف كلّ مخالف ... حتى استقام له الذى لم يخطم

لا يصلح السلطان إلا شدة ... تغشى البرىّ بفضل ذنب المجرم

ومن الولاة مفخّم لا يتّقى ... والسيف تقطر شفرتاه من الدم «١»

منعت مهابتك النفوس حديثها ... بالأمر تكرهه وإن لم تعلم

[[من كلام الأعراب]]

عذلت أعرابية أباها فى الجود وإتلاف ماله، فقالت: حبس المال، أنفع للعيال، من بذل الوجه فى السؤال؛ فقد قلّ النوال، وكثر البخّال، وقد أتلفت الطارف والتّلاد، وبقيت تطلب ما فى أيدى العباد ومن لم يحفظ ما ينفعه، أوشك أن يسعى فيما يضرّه.

قال الأصمعى: سمعت أعرابية تقول: اللهم ارزقنى عمل الخائفين، وخوف العاملين، حتى أتنعم بترك التنعم، رجاء لما وعدت، وخوفا مما أوعدت.

وقال آخر: اللهم من أراد بنا سوءا فأحطه به كإحاطة القلائد، بأعناق الولائد، وأرسخه على هامته، كرسوخ السّجيل، على هام أصحاب الفيل وقال بعض الأعراب: نالنا وسمىّ، وخلفه ولىّ «٢» ؛ فالأرض كأنها وشى [عبقرىّ] ؛ ثم أتتنا غيوم جراد، بمناجل حداد؛ فخرّبت البلاد، وأهلكت العباد؛ فسبحان من يهلك القوىّ الأكول. بالضعيف المأكول.

<<  <  ج: ص:  >  >>