للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[معالى الأخلاق]]

وأنشد الزبير بن بكّار:

أحبّ معالى الأخلاق جهدى ... وأكره أن أعيب وأن أعابا

وأصفح عن سباب الناس حلما ... وشرّ الناس من حبّ السبابا

وأترك قائل العوراء عمدا ... لاهلكه وما أعيا الجوابا

ومن هاب الرجال تهيّبوه ... ومن حقر الرجال فلن يهابا

[رياضة النفس «١» على الفراق]

وعلى ذكر قوله:

إذا أنا رضت القلب فى حبّ غيرها

أنشد الأصمعى لغلام من بنى فزارة:

وأعرض حتى يحسب الناس أنما ... بى الهجر، لا والله ما بى لها هجر

[ولكن أروض النفس أنظر هل لها ... إذا فارقت يوما أحبّتها صبر]

قال إسحاق الموصلى: قال لى الرشيد: ما أحسن ما قيل فى رياضة النفس على الفراق؟ قلت: قول أعرابى:

وإنى لأستحيى عيونا، وأتّقى ... كثيرا، وأستبقى المودّة بالهجر

فأنذر بالهجران نفسى أروضها ... لأعلم عند الهجر هل لى من صبر

[فقال الرشيد: هذا مليح، ولكنى أستملح قول اعرابى آخر:

خشيت عليها العين من طول وصلها ... فهاجرتها يومين خوفا من الهجر

وما كان هجرانى لها عن ملالة ... ولكننى جرّبت نفسى بالصبر] «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>