للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحبك بلوى غير أن لا يسرّنى ... وإن كان بلوى أننى لك مبغض «١»

فواكبدا من لوعة البين كلّما ... ذكرت ومن رفض الهوى حين يرفض

ومن عبرة تذرى الدموع وزفرة ... تقضقض أطراف الحشاثم تنهض «٢»

فياليتنى أقرضت جلدا صبابتى ... وأقرضنى صبرا على الشوق مقرض

إذا أنا رضت القلب فى حبّ غيرها ... بدا حبّها من دونه يتعرّض

وكان الحسين قوىّ أسر الكلام، جزل الألفاظ، شديد العارضة، وهو القائل فى المهدى:

له يوم بؤس فيه للناس أبؤس ... ويوم نعيم فيه للناس أنعم

فيمطر يوم الجود من كفّه النّدى ... ويقطر يوم البؤس من كفّه الدم

فلو أن يوم البؤس خلّى عقابه ... على الناس لم يصبح على الأرض مجرم

ولو أن يوم الجود خلّى نواله ... على الأرض لم يصبح على الأرض معدم

وأنشد أبو هفّان له:

أين أهل العتاب بالدّهناء ... أين جيراننا على الأحساء

جاورونا والأرض ملبسة نو ... ر الأقاحى تجاد بالأنواء «٣»

كل يوم بأقحوان جديد ... تضحك الأرض من بكاء السماء

أخذ هذا المعنى دعبل، ونقله إلى معنى آخر، فقال:

أين الشباب؟ وأيّة سلكا؟ ... أم أين يطلب؟ ضلّ، بل هلكا

لا تعجبى يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى

وقال مسلم بن الوليد فى هذا المعنى:

مستعبر يبكى على دمنة ... ورأسه يضحك فيه المشيب

<<  <  ج: ص:  >  >>