للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلولا اتقاء الله والرّحم التى ... رعايتها حقّ وتعطيلها ظلم

إذا لعلاه بارق وخطمته ... بوسم شنار لا يشابهه وسم «١»

ويسعى إذا أبنى ليهدم صالحى ... وليس الذى يبنى كمن شانه الهدم

يودّ لو أبى معدم ذو خصاصة ... وأكره جهدى أن يخالطه العدم

ويعتدّ غنما فى الحوادث نكبتى ... وما إن له فيها سناء ولا غنم

فما زلت فى لينى له وتعطّفى ... عليه كما تحنو على الولد الأمّ

وخفضى له منى الجناح تألّفا ... لتدنيه منى القرابة والرّحم

وصبرى على أشياء منه تريبنى ... وكظمى عن غيظى وقد ينفع الكظم

لاستلّ منه الضّغن حتى استللته ... وقد كان ذا ضغن يصوبه الحزم «٢»

رأيت انثلاما بيننا فرقعته ... برفقى أحيانا وقد يرقع الثّلم

وأبرأت غلّ الصدر منه توسّعا ... بحلمى كما يشفى بالادوية الكلم

فأطفأت نار الحرب بينى وبينه ... فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم

[[من رسائل أبى الفضل بن العميد]]

وكتب أبو الفضل بن العميد إلى أبى عبد الله الطبرى:

وصل كتابك فصادفنى قريب عهد بانطلاق، من عنت الفراق، وأوقفنى مستريح الأعضاء والجوانح من حر الاشتياق، فإنّ الدهر جرى على حكمه المألوف فى تحويل الأحوال، ومضى على رسمه المعروف فى تبديل الأبدال، وأعتقنى من مخالّتك عتقا لا تستحقّ به ولاء، وأبرأنى من عهدتك براءة لا تستوجب معها دركا ولا استثناء، ونزع من عنفى ربقة الذّل فى إخائك بيدى جفائك، ورشّ على ما كان يحتدم فى ضميرى من نيران الشوق ماء السلوّ، وشنّ على ما كان يلتهب فى صدرى من الوجد

<<  <  ج: ص:  >  >>