للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محبّبة ما إن تزال ترى لها ... إلى كل أفق واحدا غير وافد

مخلقة لمّا ترد أذن سامع ... فتصدر إلا عن يمين وشاهد

والذى قال أيضا فى صفتها

جاءتك من نظم اللسان قلادة ... سمطان فيها اللؤلؤ المكنون

إنسيّة وحشية كثرت بها ... حركات أهل الأرض وهى سكون

حذيت حذاء الحضرميّة أرهفت ... وأجادها التّخصير والتلسين

ينبوعها خضل، وحلى قريضها ... حلى الهدى، ونسيجها موضون «١»

أحذاكها صنع الضمير يمدّه ... حسب إذا نضب الكلام معين «٢»

أما المعانى فهى أبكار إذا ... نصّت، ولكنّ القوافى عون

وقد أبدع فى وصفها فقال:

لم أبق حلية منطق إلّا وقد ... سبقت سوابقها إليك جيادى

أبقين فى أعناق جودك جوهرا ... أبقى من الأطواق فى الأجياد

هل يستطيع أحد أن ينسب هذا أو شيئا منه إلى السّرق والاحتذاء؟ وهل يستطيع مماثلته بشىء من شعر البحترى، أو أشعار المحدثين فى عصره ومن قبله؟

فعىّ عن الجواب قصورا، وأحجم عن المساجلة تقصيرا، وحكمت الجماعة لى بالقهر، وعليه بالنصر، ولم ينصرف عن المجلس حتى اعترف بتقديم أبى تمام فى صنعة البديع واختراع المعانى على جميع المحدثين. وكان يوما مشهودا.

[[أثر الغناء والجمال]]

وقال ثمامة بن أشرس: كنت عند المأمون يوما، فاستأذن الغلام لعمير المأمونى فكرهت ذلك، ورأى المأمون الكراهية فى وجهى، فقال: يا ثمامة، ما بك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>