[[طول الليل]]
وقال ابن الرومى فى طول الليل:
ربّ ليل كأنه الدهر طولا ... قد تناهى فليس فيه مزيد
ذى نجوم كأنهنّ نجوم ... الشّيب ليست تغيب لكن تزيد
وهذا من أجود ما جاء فى هذا المعنى، وقد قال بشار:
لخدّيك من كفيّك فى كلّ ليلة ... إلى أن ترى وجه الصباح وساد
تبيت تراعى الليل ترجو نفاده ... وليس لليل العاشقين نفاد «١»
وقال:
خليلىّ ما بال الدّجى لا تزحزح ... وما بال ضوء الصبح لا يتوضّح
أضلّ النهار المستنير سبيله ... أم الدهر ليل كلّه ليس يبرح
كأنّ الدجى زادت وما زادت الدجى ... ولكن أطال الليل همّ مبرّح
وقال [أيضا] :
طال هذا الليل، بل طال السهر ... ولقد أعرف ليلى بالقصر
لم يطل حتى جفانى شادن ... ناعم الأطراف فتّان النظر «٢»
لى فى ليلى منه لوعة ... ملكت قلبى وسمعى والبصر
فكأن الهمّ شخص ماثل ... كلما أبصره النوم نفر «٣»
وقال أيضا:
كأنّ فؤاده كرة تنزّى ... حذار البين إن نفع الحذار «٤»
يروّعه السرار بكل شىء ... مخافة أن يكون به السّرار
[كأن جفونه سملت بشوك ... فليس لنومه فيها قرار]
أقول وليلتى تزداد طولا: ... أما للّيل بعدهم نهار