للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جفت عينى عن التغميض حتى ... كأنّ جفونها فيها قصار

قيل لبشار: من أين سرقت قولك: ... يروّعه السرار بكلّ شىء

فقال: من قول أشعب الطمع، وقد قيل له: ما بلغ من طمعك؟ قال: ما رأيت اثنين يتسارّان إلا ظننتهما يريدان أن يأمرا لى بشىء. وأخذه أبو نواس فقال:

لا تبيحنّ حرمة الكتمان ... راحة المستهام فى الإعلان

قد تستّرت بالسكوت وبالإطراق ... جهدى فنمّت العينان

تركتنى الوشاة نصب المشيرين ... وأحدوثة بكل مكان

ما نرى خاليين فى الناس إلا ... قلت ما يخلوان إلا لشانى

ومثل قول بشار:

جفت عينى عن التغميض

... البيت، قول الآخر:

كأنّ المحبّ بطول السّهاد ... قصير الجفون ولم تقصر

وقد تناول هذا المعنى العتابى [فأفسده وقال] :

وفى المآقى انقباض عن جفونهما ... وفى الجفون عن الآماق تقصير

وقال المتنبى:

أعيدوا صباحى فهو عند الكواكب ... وردّوا رقادى فهو لحظ الحبائب

كأنّ نهارى ليلة مدلهمّة ... على مقلة من فقدكم فى غياهب

بعيدة ما بين الجفون كأنما ... عقدتم أعالى كلّ هدب بحاجب

وقال الشعبى: تشاجر الوليد بن عبد الملك ومسلمة أخوه فى شعر امرئ القيس والنابغة فى طول الليل، أيهما أشعر؟ فقال الوليد: النابغة أشعر، وقال مسلمة:

بل امرؤ القيس، فرضيا بالشعبى، فأحضراه، فأنشده الوليد:

كلينى لهمّ يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطىء الكواكب «١»

تطاول حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذى يرعى النجوم بآيب «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>