للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإغراق في حمده، لرأيت ألّا أقتصر في قضاء حقه على بعض الملك دون بعض، ولجعلت في صدر ما أبذل عن هذه النعمة الأعزّين: الأهل والولد، والأنصرين:

الساعد والعضد، بل العميدين: القلب والكبد؛ بل النفس كلها، والمهجة بأسرها.

[[من بديع ما قيل في العتاب]]

وقال سعيد بن حميد يعاتب بعض إخوانه:

أفلل عتابك فالبقاء قليل ... والدّهر يعدل تارة ويميل

لم أبك من زمن ذممت صروفه ... إلّا بكيت عليه حين يزول

ولكلّ نائبة ألّمت مدّة ... ولكل حال أقبلت تحويل

والمنتمون إلى الإخاء جماعة ... إن حصّلوا أفناهم التحصيل

ولعل أحداث المنيّة والرّدى ... يوما ستصدع بيننا وتحول

فلئن سبقت لتبكينّ بحسرة ... وليكثرنّ علىّ منك عويل

ولتفجعنّ بمخلص لك وامق ... حبل الوفاء بحبله موصول

ولئن سبقت- ولا سبقت- ليمضين ... من لا يشاكله لدىّ خليل

وليذهبنّ بها كلّ مروءة ... وليفقدنّ جمالها المأهول

«١» وأراك تكلف بالعتاب وودّنا ... ضاف عليه من الوفاء دليل

ودّ بدا لذوى الإخاء جماله ... وبدت عليه بهجة وقبول

ولعل أيام الحياة قليلة ... فعلام يكثر عتبنا ويطول

وقال أيضا:

لقد ساءنى أن ليس لى عنك مذهب ... ولا لك عن سوء الخليقة مرغب

أفكر في ودّ تقادم بيننا ... وفي دونه قربى لمن يتقرّب

وأنت سقيم الودّ رثّ حباله ... وخير من الودّ السقيم التجنّب

<<  <  ج: ص:  >  >>