للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شغله الحذر، وإن اتّسع له الأمن استلبته الغرّة، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع، وإن استفاد مالا أطغاه الغنى، وإن عضّته فاقة بلغ به البلاء، وإن جهد به الجوع قعد به الضّعف، وإن أفرط في الشبع كظّته البطنة، فكلّ تقصير مضرّ، وكلّ إفراط له قاتل.

[البيت الذى أنشده الجاحظ لعبد الرحمن بن حسان]

في أبيات يقول فيها:

متى ما يرى الناس الغنىّ وجاره ... فقير يقولوا: عاجز وجليد

وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ... ولكن أحاظ قسّمت وجدود

وإن امرأ يمسى ويصبح سالما ... من الناس إلّا ما جنى لسعيد

[والبيت الذى أنشده بعده لمحمد بن حازم الباهلى]

في أبيات يقول فيها:

إن كنت لا ترهب ذمّى لما ... تعلم من صفحى عن الجاهل

فاخش سكوتى آذنا منصتا ... فيك لمسموع خنى القائل «١»

فسامع الشرّ شريك له ... ومطعم المأكول كالآكل

مقالة السوء إلى أهلها ... أسرع من منحدر سائل

ومن دعا الناس إلى ذمّه ... ذمّوه بالحقّ وبالباطل

فلا تهج، إن كنت ذا إربة، ... حرب أخى التجربة الغافل

فإنّ ذا العقل إذا هجته ... هجت به ذا خبل خابل

تبصر في عاجل شدّاته ... عليك غبّ الضّرر الآجل

[وفي ابن الزيات يقول الجاحظ:]

بدا حين أثرى لإخوانه ... ففلّل منهم شباة العدم

وأبصر كيف انتقال الزمان ... فبادر بالعرف قبل النّدم

[[الجاحظ ورجل من البرامكة في مرضه]]

قال بعض البرامكة: كنت أتقلد السند، فاتصل بى أنى صرفت عنها،

<<  <  ج: ص:  >  >>