للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخلف محمد بن هشام ألا يخرجه ما دامت له ولاية؛ فأقام في السجن سبع سنين حتى مات، وهو القائل في سجنه:

أضاعونى وأىّ فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر

وخلّونى ومعترك المنايا ... وقد شرعت أسنّتهم لنحرى

كأنى لم أكن فيهم وسيطا ... ولم تك نسبتى في آل عمرو

أجرّر في الجوامع كلّ يوم ... ألا لله مظلمتى وهصرى

عسى الملك المجيب لمن دعاه ... سينجينى فيعلم كيف شكرى

فأجزى بالكرامة أهل ودّى ... وأجزى بالضغائن أهل ضرّى

[جملة من الفصول القصار لابن المعتز]

البشر دال على السخاء كما يدلّ النّور على الثمر. إذا اضطررت إلى الكذّاب فلا تصدّقه، ولا تعلمه أنك تكذّبه، فينتقل عن ودّه، ولا ينتقل عن طبعه.

كما أن الشمس لا يخفى ضوءها وإن كانت تحت السحاب كذلك الصبىّ لا تخفى غريزة عقله وإن كان مغمورا بأخلاق الحداثة. كرم الله عزّ وجل لا ينقض حكمته، ولذلك لا يجعل الإجابة في كل دعوة. كما أنّ جلاء السيف أهون من صنعه، كذلك استصلاح الصديق أهون من اكتساب غيره. إذا استرجع الله مواهب الدنيا كانت مواهب الآخرة. لولا ظلمة الخطا ما أشرق نور الصواب.

الحوادث الممضّة مكسبة لحظوظ جزيلة: من صواب مدّخر، وتطهير من ذنب، وتنبيه من غفلة، وتعريف بقدر النعمة، ومرون على مقارعة الدهر.

ومثل هذا الفصل محفوظ عن ذى الرياستين، قاله بعقب علّة فأغار عليه ابن المعتز.

وكتب إلى أحمد بن محمد جوابا عن كتاب استزاده فيه: قيّد نعمتى عندك

<<  <  ج: ص:  >  >>