للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال بشار قريبا من قوله: [ولا المال إلا من قنا وسيوف] :

على جنبات الملك منه مهابة ... وفى الدرع عبل الساعدين قروع

إذا اختزن المال البخيل فإنمه ... خزائنهم خطّيّة ودروع

وهذا كقول أبى الطيب المتنبى فى فاتك الإخشيدى:

كنا نظن دياره مملوءة ... ذهبا فمات وكلّ دار بلقع

وإذا المكارم والصّوارم والقنا ... وبنات أعوج كلّ شىء يجمع «١»

ومن بارع هذا النحو قول عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثى:

وإنى لأرباب القبور لغابط ... لسكنى سعيد بين أهل المقابر

وإنى لمفجوع به إذ تكاثرت ... عداتى ولم أهتف سواه بناصر

وكنت كمغلوب على نصل سيفه ... وقد حزّ فيه نصل حرّان باتر

أتيناه زوّارا فأمجدنا قرّى ... من البثّ والداء الدخيل المخامر

وأبنا بزرع قد نما فى صدورنا ... من الوجد يسقى بالدموع البوادر

ولما حضرنا لاقتسام تراثه ... أصبنا عظيمات اللهى والمآثر «٢»

أى لم نصب مالا، ولكنا أصبنا فعالا.

[[من كلاب الأعراب]]

دخلت أعرابية على عبد الله بن أبى بكرة بالبصرة، فوقفت بين السّماطين «٣» ، فقالت: أصلح الله الأمير، وأمتع به؛ حدرتنا إليك سنة اشتدّ بلاؤها، وانكشف غطاؤها، أقود صبية صغارا، وآخرين كبارا، فى بلد شاسعة، تخفضنا خافضة، وترفعنا رافعة، لملمّات من الدهر برين عظمى، وأذهبن لحمى، وتركتنى والهة أدور بالحضيض، وقد ضاق بى البلد العريض، فسألت فى أحياء العرب: من الكاملة فضائله، المعطى سائله، المكفىّ نائله «٤» ؛

<<  <  ج: ص:  >  >>