للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهدى إلى إبراهيم بن المهدى هدية وكتب إليه: الثقة بك قد سهّلت السبيل إليك، فأهديت هدية من لا يحتشم إلى من لا يغتنم.

وكتب إلى بنى سعيد بن سلم: لولا أنّ الله عزّ وجل ختم نبوّته بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكتبه بالقرآن، لنزّل فيكم نبىّ نقمة، وأنزل فيكم قرآن غدر؛ وما عسيت أن أقول في قوم محاسنهم مساوى السّفل، ومساويهم فضائح الأمم، وألسنتهم معقولة بالعىّ، وأيديهم معقودة بالبخل، وهم كما قال الشاعر:

لا يكبرون وإن طالت حياتهم ... ولا تبيد مخازيهم وإن بادوا

وغنّى مغنّ بحضرة أحمد بن يوسف ولم يكن محسنا، فلم ينصتوا له، وتحدّثوا مع غنائه، فغضب المغنّى؛ فقال أحمد بن يوسف: أنت عافاك الله تحمّل الأسماع ثقلا، والقلوب مللا، والأعين قباحة، والأنف نتانة، ثم تقول: اسمعوا منى، وأنصتوا إلىّ! هذا إذا كانت أفهامنا مقفلة، وآذاننا صدئة، فإما رضيت بالعفو منا، وإلا قمت مذموما عنا.

[ألفاظ لأهل العصر في ذم المغنين]

يترنّم فيتعب ولا يطرب. إذا غنّى عنّى، وإذا أدّى آذى.

يميت الطّرب، ويحيى الكرب. ضربه يوجب ضربه: من عجائب غنائه أنه يورد الشتاء في الصيف. ما رؤى قطّ في دار مرتين. وحضر جحظة مجلسا فيه علىّ بن بسام، فتفرّق القوم المخادّ، فقال جحظة: فما لى لم تعطونى مخدّة؟ فقال على بن بسام: غنّ فالمخادّ كلها إليك تصير! وفيه يقول ابن بسام:

يا من هجوناه فغنّانا ... أنت، وبيت الله، أهجانا

سيّان إن غنّى لنا جحظة ... أو مرّ مجنون فزنّانا

<<  <  ج: ص:  >  >>