للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعراب، كمهلهل، وربيعة بن مكدّم، وعتيبة بن الحارث بن هشام، وأنا أحمد الله إلى الشيخ الفاضل، وأذمّ الدهر؛ فما ترك لى من فضّه إلّا فضّها، ولا ذهب إلا ذهب به، ولا علق إلا علقه «١» ، ولا عقار إلا عقره، ولا ضيعة إلا أضاعها، ولا مال إلا مال إليه، ولا سبد إلا استبدّ به، ولا لبد إلا لبد فيه، ولا بزّة إلا بزّها «٢» ، ولا عارية إلا ارتجعها، ولا وديعة إلا انتزعها، ولا خلعة إلا خلعها، وأنا داخل نيسابور ولا حلية إلا الجلدة، ولا برد إلا القشرة، والله ولىّ الخلف يعجّله، والفرج يسهّله، وهو حسبى ونعم الوكيل.

وليس البديع بأبى عذرة هذا الخطاب، وسترى نظير هذا المعنى فى هذا الكتاب.

[ومن إنشائه فى مقامات أبى الفتح الإسكندرى]

قال: حدّثنى عيسى بن هشام قال: كنت فى بعض بلاد بنى فزارة مرتحلا نجيبة، وقائدا جنيبة، يسبحان سبحا، وأنا أهيم بالوطن، فلا الليل يثنينى بوعيده، ولا البعد يدنينى ببيده، «٣» وظللت أخبط ورق النّهار، بعصا التّسيار، وأخوض بطن الليل، بحوافر الخيل، فبينا أنا فى ليلة يضلّ بها الغطاط «٤» ، ولا يبصر بها الوطواط، أسبح ولا سانح إلا السبع، ولا بارح إلا الضّبع، إذ عنّ لى راكب تامّ الآلات، يطوى منشور الفلوات، فأخذنى منه ما يأخذ الأعزل من شاكى السلاح، لكنى تجلّدت فقلت: أرضك لا أمّ لك! فدونك شرط الحداد، وخرط القتاد، وخصم ضخم، وحمية أزديّة، وأنا سلم إن شئت، وحرب إن أردت، من أنت؟ قال: سلما أصبت، قلت: خيرا أجبت، قلت: فمن أنت؟ قال: نصيح إن شاورت، فصيح إن حاورت، ودون اسمى

<<  <  ج: ص:  >  >>