للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حين عاقدته على الحفظ للعهد وصافحته بكفّ الذّمام «١»

واصطفته على الأخلّاء نفسى ... كاصطفاء الأرواح للأجسام

كان ريحانة النّدامى وميزا ... ن القوافى شعرا وبحر كلام

ومكان السهم الذى لا يرى ... الشكّ ولا يستغيث بالأوهام

ساحر الوحى فى القراطيس لا تحبس ... عنه أعنّة الأقلام

فإذا ما رأيته خلت فى خدّيه ... صبحا منقّبا بظلام

نفس صبرا لا تجزعى إن هذا ... خلق من خلائق الأيام

[[أيام الشباب]]

وأنشد أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب لرجل من بنى كلاب:

سقى الله دهرا قد تولّت غياطله ... وفارقنا إلا الحشاشة باطله «٢»

ليالى خدنى كلّ أبيض ماجد ... يطيع هوى الصابى وتعصى عواذله

وفى دهرنا والعيش فى ذاك غرّة ... ألا ليت ذاك الدهر تثنى أوائله

بما قد غنينا والصّبا جلّ همّنا ... يمايلنا ريعانه ونمايله

وجرّ لنا أذياله الدهر حقبة ... يطاولنا فى غيّه ونطاوله

فسقيا له من صاحب خذلت بنا ... مطيّتنا فيه وولّت رواحله

أصدّ عن البيت الذى فيه قاتلى ... وأهجره حتى كأنى قاتله

هذا البيت يناسب قول ذى الرمة، وإن لم يكن فى هذا المعنى، يصف ظبية وولدها:

إذا استود عنه صفصفا أو صريمة ... تنحّت ونصّت جيدها بالمناظر «٣»

حذارا على وسنان يصرعه الكرى ... بكل مقيل عن ضعاف فواتر

<<  <  ج: ص:  >  >>