للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا الحلم لم يغلب لك الجهل لم تزل ... عليك بروق جمّة ورواعد

إذا العزم لم يفرج لك الشك لم تزل ... جنيبا كما استتلى الجنيبة قائد «١»

إذا أنت لم تترك طعاما تحبّه ... ولا مقعدا تدعو إليه الولائد

تجلّلت عارا لا يزال يشبّه ... عليك الرجال نثرهم والقصائد

وأنشدنى لنفسه:

تعزّ فإنّ الصبر بالحرّ أجمل ... وليس على ريب الزمان معوّل

فلو كان يغنى أن يرى المرء جازعا ... لنازلة أو كان يغنى التذلّل

لكان التعزّى عند كل مصيبة ... ونازلة بالحرّ أولى وأجمل

فكيف وكلّ ليس يعدو حمامه ... وما لامرىء مما قضى الله مزحل

فإن تكن الأيام فينا تبدّلت ... بنعمى وبؤسى والحوادث تفعل

فما ليّنت منا قناة صليبة ... ولا ذلّلتنا للذى ليس يجمل

ولكن رحلناها نفوسا كريمة ... تحمّل ما لا يستطاع فتحمل

وقينا بحدّ العزم منا نفوسنا ... فصحّت لنا الأعراض والناس هزّل

قال: فقمت إليه، وقد نسيت أهلى، وهان علىّ طول الغربة، وضنك العيش، سرورا بما سمعت، ثم قال: يا بنى؛ من لم يكن الأدب والعلم أحبّ إليه من الأهل والولد لم ينجب.

[[خصومة قرشية]]

خاصم بعض القرشيين عمر بن عثمان بن موسى بن عبيد الله بن معمر، فأسرع إليه القرشى فقال: على رسلك، فإنك لسريع الإيقاد «٢» وشيك الصريمة، وإنى والله ما أنا مكافئك دون أن تبلغ غاية التعدى، فأبلغ غاية الإعذار.

<<  <  ج: ص:  >  >>