للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانحطّ كالطّاوى من الصّقور ... بطاعة الرّاغب لا المقهور

والحرّ عبد الحلب المشطور ... حتى أتانا بضروع حور «١»

مملوءة من عسل محصور ... والطّلّ مثل اللؤلؤ المنثور

ثمّ جلسنا جلسة المحبور ... بين حفافى جدول مسجور «٢»

أبيض مثل المهرق المنشور ... أو مثل متن المنصل المشهور «٣»

ينساب مثل الحيّة المذعور ... بين سماطى شجر مسطور «٤»

ناهيك للعقود من ظهور ... فنيلت الأوطار في سرور

وكل ما يقضى من الأمور ... تعلّة من يومنا المنظور

ومتعة من متع الغرور

[ألفاظ تناسب هذا النحو لأهل العصر في صفات الفواكه والثمار]

كرم نسلفه الماء القراح، ويقضينا أمّهات الرّاح. عنقود كالثريّا، وعنب كمخازن البلّور، وضروب النّور، وأوعية السرور. أمّهات الرحيق، فى مخازن العقيق. نخل نسلفه الماء، ويقضينا العسل. رطب كأنها شهدة بالعقيق مقنّعة، وبالعقيان مقمّعة. رمّان كأنه صرر الياقوت الأحمر. سفرجل يجمع طيبا، ومنظرا حسنا عجيبا، كأنه زئبر «٥» الخزّ الأغبر، على الديباح الأصفر. تفّاح نفّاح «٦» ، يجمع وصف العاشق الوجل، والمعشوق الخجل، له نسيم العبير، وطعم الكر، رسول المحب، وشبيه الحبيب. تين كأنه سفر مضمومة على عسل. مشمش كأنه الشّهد في بيادق الذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>