للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اخترتكم يا سادة، ودلّتنى عليكم السعادة، وقلت: قسما، إن فيهم شيما، فهل من فتى يعشّيهن، أو يغشّيهن؟ وهل من حرّ يغدّيهن، أو يردّيهن؟

قال عيسى بن هشام: فوالله ما استأذن على سمعى كلام رائع أبرع مما سمعت، لاجرم أنا استمحنا الأوساط، ونفضنا الأكمام، وبحثنا الجيوب «١» ؛ وأنلته مطرفى، وأخذت الجماعة أخذى، وقلنا له: الحق بأطفالك، فأعرض عنّا بعد شكر وفّاه، ونشر ملأ به فاه.

[[من رسائل البديع]]

ومن رسائله إلى بعض الرؤساء:

خلقت- أطال الله بقاء السيد وأدام تأييده- مشروح جنان الصدر، جموح عنان الحلم «٢» ، فسيح رقعة الصدر:

حمولا صبورا لو تعمّدنى الردى ... لسرت إليه مشرق الوجه راضيا

ألوفا وفيّا لو رددت إلى الصّبا ... لفارقت شيبى موجع القلب باكيا

والله لأحيلنّ السيد على الأيام، ولأكلنّ استحالة رأيه فىّ على الليالى، ولا أزال أصفيه الولاء، وأسنيه الثناء، وأفرش له من صدرى الدّهناء، وأعيره أذنا صماء، حتى يعلم أىّ علق باع، وأىّ فتى أضاع، وليقفنّ موقف اعتذار، وليعلمنّ بنصح أتّى الواشون أم بحبول «٣» ، ولا أقول: يا حالف اذكر حلّا، ولكن يا عاقد «٤» اذكر حلّا، ولست كمن يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أذى رهطه، ويستاق إلى رمى يزيد لسبطه «٥» ، ولكنى أقول:

هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزّة من أعراضنا ما استحلّت

<<  <  ج: ص:  >  >>