للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا بلغ موضع الحاجة من الرقعة قال: مأربة لا حفاوة، ووطر ساقه، لا نزاع شاقه «١» ، فهذا بذا، ولا أبعد من تلك الهمم العالية، والأخلاق السامية أن يقول: مرحبا بالرّقعة وكاتبها، وأهلا بالمخاطبة وصاحبها [وقضاء الحاجة بإنحائها، وإبرازها، وهى الرقعة التى سالت إلى من التمسته، كما اقترحته بما طالبته، فرأيه فيه موفق إن شاء الله تعالى] .

وله أيضا إلى بعض الرؤساء يسأله إطلاق محبوس [بسببه] .

الشيخ- أطال الله بقاءه- إذا وصل يدى بيده لم ألمس الجوزاء، إلا قاعدا، وقد ناطها منّة فى عنق الدهر، وصاغها إكليلا لجبين الشّكر. وما أقصر يدى عن الجزاء، ولسانى عن الثناء. وهذا الجاهل قد عرف نفسه، وقلع ضرسه، ورأى ميزان قدره، وذاق وبال أمره، وجهز إلىّ كتيبة عجائز عاجزات «٢» ؛ فأطلقن العويل والأليل، وبعثننى شفيعا إلى، واستعنّ بى علىّ، وتوسّلن بكلمة الاستسلام، ولحمة الإسلام، فى فكّ هذا الغلام؛ فإن أحبّ الشيخ أن يجمع فى الطّول بين الحوض والكوثر «٣» ، وينظم فى الفضل ما بين الروض والمطر، شفّع فى إطلاقه مكارمه، وشرّف بذلك خادمه، وأنجزنا بالإفراج عنه، موفّقا إن شاء الله تعالى.

[[عفو عن ذى جريرة]]

وقال رجل لإبراهيم بن المهدى: اشفع لى إلى أمير المؤمنين فى فك أخى من حبسه، وكان محبوسا فى عداد العصاة، فقال للمأمون: ليس للعاصى بعد القدرة عليه ذنب، وليس للمصاب بعد الملك عذر «٤» . فقال: صدقت؛ فما طلبتك؟

قال: فلان هبه لى. قال: هو لك.

<<  <  ج: ص:  >  >>