للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللحمى وسنة إلى الحارث بن أبى شمر الغسّانى، فقال له الحارث يوما وهو عنده:

يا بن رفاعة، بلغنى أنك تفضّل النعمان علىّ! قال: كيف أفضّله عليك أبيت اللعن! فوالله لقفاك أحسن من وجهه، ولأمّك أشرف من أبيه، [ولآباؤك أشرف من جميع قومه] ، ولأمسك أفضل من يومه، ولشمالك أجود من يمينه، ولحرمانك أنفع من بذله، ولقليلك أكثر من كثيره، [ولثمادك أغزر من غديره، ولكرسيّك أرفع من سريره، ولجدولك أغمر من بحوره، وليومك أفضل من شهره، ولشهرك أشرف من حوله، ولحولك خير من حقبه، ولزندك أورى من زنده، ولجندك أعزّ من جنده، ولهزلك أصوب من جدّه، وإنك لمن غسّان أرباب الملوك، وإنه لمن لحم كثيرى النوك! فعلام أفضّله عليك؟

وقد روى مثل هذا الكلام للنابغة الذبيانى مع النعمان بن المنذر] .

[[أربعة أبيات]]

وقال المفضل الضبى: دخلت على المهدى فقال قبل أن أجلس: أنشدنى أربعة أبيات لا تزد عليهنّ، وعنده عبد الله بن مالك الخزاعى، فأنشدته «١» :

وأشعث قد قدّ السّفار قميصه ... يجرّ شواء بالعصا غير منضج

دعوت إلى ما نابنى وأجابنى ... كريم من الفتيان غير مزلّج»

فتى يملأ الشّيزى ويروى سنانه ... ويضرب فى رأس الكمى المدجّج

فتى ليس بالراضى بأدنى معيشة ... ولا فى بيوت الحىّ بالمتولج

فقال المهدى: هذا هو، وأشار إلى عبد الله بن مالك، فلما انصرفت بعث إلىّ بألف دينار، وبعث إلىّ عبد الله بأربعة آلاف.

[[أبو الأسود الدؤلى وامرأته]]

ننازع أبو الأسود الدؤلى وامرأته إلى زياد فى ابنهما، وأراد أبو الأسود أخذه

<<  <  ج: ص:  >  >>