للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقابلنى منك الذى لا عدمته ... بلجّة ماء وهو غير غريق

وقال أبو الفتح كشاجم يصف مرآة أهداها:

أخت شمس الصفاء فى الحسن والإشراق ... غير الإعشاء للأجفان

ذات طوق مشرف من لجين ... أجريت فيه صفرة العقيان

فهو كالهالة المحيطة بالبد ... ر لستّ مضين بعد ثمان

وعلى ظهرها فوارس تلهو ... ببزاة تعدو على غزلان

[لك فيها إذا تأملت فأل ... حسن مخبر بنيل الأمانى]

لم يكن قبلها من الماء جرم ... حاصر نفسه بغير أوان

عدّلت عكسها الشعاع فمبدا ... إليها ورجعه سيّان

وهى شمس وإن مثالك يوما ... لاح فيها فإنها شمسان

أينما قابلت مثالك من أر ... ض ففيها تقابل النّيّران

فالقها منك بالذى ما رآه ... خائف فانثنى بغير أمان

[ومن ألفاظ أهل العصر فى مدح الغناء]

غناؤه كالغنى بعد الفقر، وهو جبر للكسر «١» . [غناؤه] يبسط أسرّة الوجه، ويرفع حجاب الإذن، ويأخذ بمجامع القلب، ويحرّك النفوس، ويرقص الرءوس. فلان طبيب القلوب والأسماع، ومحيى موات الخواطر والطّباع، يطعم الآذان سرورا، ويقدح فى القلوب نورا. القلوب من غنائه على خطر؛ فكيف الجيوب؟! السكر على صوته شهادة. كل ما يغنّيه مقترح. لغنائه فى القلب، موقع القطر فى الجدب. نغمة نغمته تطرب، وضروب ضربه لا تضطرب.

وقيل: السماع متعة الأسماع، وإدام المدام.

<<  <  ج: ص:  >  >>