للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسنىّ ما أعطاك؛ إذ قسم لك الخلافة، ووهب لك معها الحجّة، ومكّنك بالسلطان، وحلّاه لك بالعدل، وأيّدك بالظفر، وشفعه لك بالعفو، وأوجب لك السعادة، وقرنها بالسياسة، فمن فسح له فى مثل عطيّة الله لك؟ أم من ألبسه الله تعالى من زينة المواهب ما ألبسك؟ أم من ترادفت نعم الله تعالى عليه ترادفها عليك؟ أم من حاولها وارتبطها بمثل محاولتك؟ أم أى حاجة بقيت لرعيّتك لم يجدوها عندك؟ أم أى قيّم للاسلام انتهى إلى غايتك ودرجتك؟

تعالى الله! ما أعظم ما خصّ القرن الذى أنت ناصره! وسبحان الله! أية نعمة طبّقت الأرض بك إن أدّى شكرها إلى بارئها، والمنعم على العباد بها؟ إن الله تعالى خلق الشمس فى فلكها ضياء يستنير بها جميع الخلائق؛ فكلّ جوهر زها حسنه ونوره فهى ألبسته زينته لما اتصل به من نورها؟ وكذلك كل ولىّ من أوليائك سعد بأفعاله فى دولتك، وحسنت صنائعه عند رعيّتك، فإنما نالها بما أيّدته من رأيك وتدبيرك، وأسعدته من حسنك وتقويمك.

[[بين قينة وأربعة من عشاقها]]

قال بعض الظرفاء: اجتمع لقينة أربعة من عشّاقها، وكلّهم يورّى عن صاحبه أمره، ويخفى عنه خبره، ويومىء «١» إليها بحاجبه، ويناجيها بلحظه؛ وكان أحدهم غائبا فقدم، والآخر مقيما قد عزم على الشخوص، والثالث قد سلفت «٢» أيامه، والرابع مستأنفة مودّته؛ فضحكت إلى واحد، وبكت إلى آخر، وأقصت «٣» آخر، وأطمعت آخر؛ واقترح كل واحد منهم ما يشاكل بثّه وشأنه؛ فأجابته، فقال القادم: جعلت فداك، أتحسنين:

ومن ينأ عن دار الهوى يكثر البكا ... وقول لعلّى أو عسى سيكون

<<  <  ج: ص:  >  >>