للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنواء الملك، فصن من الخلع أسناها، ومن المراكب أبهاها، [ومن السيوف أمضاها، ومن الأفراس أجراها، ومن الإقطاعات أنماها] . لبس خلعته متجلّلا منها ملابس العز، وامتطى فرسه فارعا به ذروة المجد، وتقلّد سيفه حاصدا بحد طلى أعدائه «١» وغامطى نعمائه، واعتنق طوقه متطوّقا عزّ الأبد، واعتضد بالسوارين الموديين بقوة الساعد والعضد، وساس أولياءه ولواء العزّ عليه خافق، وهو بلسان الظّفر والنّصر ناطق. قد لبس خلعته التى تعمد بها [رفعته] ، وامتطى حملانه الذى واصل به إحسانه «٢» ، تمنطق بحسامه الذى ظاهر أبواب إنعامه، وتختم بخاتميه، اللذين بسطا من يديه؛ ووقّع من دواته، التى أعلت من درجاته قد زرّرت عليه سماء الشرف عرى الخلعة، التى تتراءى صفحات العزّ على أعطافها، وتمترى مزايا المجد من أطرافها، وركب الحملان الذى نتناول قاصيتى المنى من ناصيته، والمركب الذى تستخذى «٣» حلى الثريا لحليته، والسيف والمنطقة الناطقان عن نهاية الإكرام، الناظمان قلائد الإعظام. خلع تخلع قلوب الأعداء من مقارّها «٤» ، وتعمر نفوس الأولياء بمسارّها، وسيف كالقضاء مضاء وحدّا، ولواء يخفق قلوب المنازعين إذا خفق، وحملات تصدع منكب الدّهر إذا انطلق «٥» .

[ولهم فى التهنئة بالقدوم من سفر]

أهنّى سيدى ونفسى بما يسّره الله من قدومه سالما، وأشكره على ذلك شكرا قائما؛ غيبة المكارم مقرونة بغيبتك، وأوبة النعم موصولة بأوبتك؛ فوصل الله تعالى قدومك من الكرامة، بأضعاف ما قرن به مسيرك من السلامة.

وهناك أيامك، وبلّغك محابّك؛ ما زلت بالنيّة مسافرا، وباتّصال الذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>