للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[الربيع والرفاق]]

ولهم في تشبيه محاسن الربيع بمحاسن الإخوان والسادة:

غيث مشبّه بكفّك، واعتداله مضاه لخلقك، وزهره مواز لنشرك «١» ، كأنما استعار حلله من شيمتك، وحليه من سجيّتك، واقتبس أنواره من محاسن أيامك، وأمطاره من جودك وإنعامك. قدم الربيع منتسبا إلى خلقك، مكتسيا محاسنه من طبعك، متوشّحا بأنوار لفظك، متوضّحا بآثار لسانك ويدك. أنا في بستان أذكرنى ورده المفتّح بخلقك، وجدوله السابح بطبعك، وزهره الجنىّ بقربك. أنا في بستان كأنّه من شمائلك سرق، ومن خلقك خلق، وقد قابلتنى أشجار تتمايل فتذكرنى تبريح الأحباب، إذا تداولتهم أيدى الشراب، وأنهار كأنّها من يدك تسيل، ومن راحتيك تفيض. أنا على حافة حوض أزرق كصفاء مودّتى لك، ورقّة قولى في عتبك.

[[الصوم في الربيع]]

وقال ابن عون الكاتب:

جاءنا الصوم في الربيع فهلّا ... اختار ربعا من سائر الأرباع «٢»

وكأنّ الربيع في الصوم عقد ... فوق نحر غطّاه فضل قناع

[[يوم الشك]]

وكتب أبو الفتح كشاجم إلى بعض إخوانه يتدعيه إلى زيارته في يوم شك:

هو يوم شكّ يا عل ... ىّ وبشره مذ كان يحذر

والجوّ حلته ممسّكة ... ومطرفه معنبر

والماء فضّىّ الفميص ... وطيلسان الأرض أخضر

نبت يصعّد زهره ... فى الرّوض قطر ندى تحدّر

ولنا فضيلات تكو ... ن ليومنا قوتا مقدّر

<<  <  ج: ص:  >  >>