للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلّى الضّحى لما استفاد عداوتى ... وأراه ينسك بعدها ويصوم

لا تعدمنّ عداوة موسومة ... تركتك تقعد بعدها وتقوم

وقال الواثق يوما لابن أبى دواد تضجّرا بكثرة حوائجه: قد أخليت بيوت الأموال بطلباتك للّائذين بك، والمتوسّلين إليك. فقال: يا أمير المؤمنين، نتائج شكرها متّصلة بك، وذخائرها موصولة لك، ومالى من ذلك إلا عشق اتصال الألسن بخلود المدح، فقال: والله لا منعناك ما يزيد فى عشقك، ويقوّى فى همتك فينا ولنا؛ وأمر فأخرج له خمسة وثلاثون ألف درهم.

[[بين أبى العيناء وابن أبى دواد]]

قال أبو العيناء: [قلت] لابن أبى دواد: إنّ قوما من أهل البصرة قدموا إلى سرّ من رأى يدا علىّ، فقال: يد الله فوق أيديهم. فقلت: إنّ لهم مكرا، فقال: ولا يحيق المكر السّيىّ إلّا بأهله، فقلت: إنّهم كثير. قال: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين، فقلت: لله درّ القاضى فهو كما قالت الصّموت الكلابية:

لله درك أى جنّة خائف ... ومتاع دنيا أنت للحدثان

متخمّط يطأ الرجال شهامة ... وطء الفنيق مدارج القردان «١»

ويكبّهم حتى تظلّ رءوسهم ... مأمومة تنحطّ للغربان

ويفرج الباب الشديد رتاجه ... حتى يصير كأنه بابان

وكانت هذه المجاوبة بين أبى العيناء وبين أبى العلاء المنقرى، وكان قد استجاش عليه قوما من أهل البصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>