عوتب طفيلى على التطفيل فقال: والله ما بنيت المنازل إلا لتدخل، ولا نصبت الموائد إلا لتؤكل، وإنى لأجمع فيها خلالا؛ أدخل مجالسا، وأقعد مؤانسا، وأنبسط وإن كان ربّ الدار عابسا؛ ولا أتكلّف مغرما، ولا انفق درهما، ولا أتعب خادما.
وقال ابن الدراج «٢» الطفيلى لأصحابه: لا يهولنّكم إغلاق الباب، ولا شدّة الحجاب، وسوء الجواب، وعبوس البواب، ولا تحذير الغراب، ولا منابذة الألقاب؛ فإنّ ذلك صائر بكم إلى محمود النوال، ومغن لكم عن ذلّ السؤال، واحتملوا اللّكزة الموهنة، واللطمة المزمنة، فى جنب الظفر بالبغية، ولدرك للأمنية، والزموا الطّوزجة للمعاشرين «٣» ، والخفّة للواردين والصادرين، والتملّق للملهين والمطربين، والبشاشة للخادمين والموكلين؛ فإذا وصلتم إلى مرادكم فكلوا محتكرين، وادّخروا لغدكم مجتهدين؛ فإنكم أحقّ بالطعام ممن دعى إليه، وأولى به ممن وضع له، فكونوا لوقته حافظين، وفى طلبه مشمّرين، واذكروا قول أبى نواس: