للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ومن ألفاظهم في الاستدعاء]

نحن في مجلس قد أبت راحه أن تصفو لنا أو تتناولها يمناك، وأقسم غناؤه لا طاب أو تعيه أذناك، فأمّا خدود نارنجه فقد احمرّت خجلا لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدّقت تأميلا للقائك، فبحياتى عليك إلّا تعجّلت، وما تمّهلت.

نحن بغيبتك كعقد تغيّبت واسطته، وشباب قد أخلقت جدّته؛ وإذ قد غابت شمس السماء عنّا، فلا بد أن تدنو الأرض منا. أنت من ينتظم به شمل الطرب، وبلقائه يبلغ كلّ أرب. طر إلينا طيران السّهم، واطلع علينا طلوع النّجم. ثب إلينا وثوب الغزال، واطلع علينا طلوع الهلال، فى غرّة شوّال. كن إلينا أسرع من السهم إلى ممرّه، والماء إلى مقرّه. جشم إلينا قدمك، واخلع علينا كرمك، وإن رأيت أن تحضرنا لتتّصل الواسطة بالعقد، ونحصل بقربك في جنّة الخلد، وتسهم لنا في قربك الذى هو قوت النّفس، ومادة الأنس.

[ولهم في استدعاء الشراب]

قد تألّف لى شمل إخوان كاد يفترق لعوز المشروب، واعتدنا فضلك المعهود، ووردنا بحرك المورود، وأنا ومن سامحنى الدهر بزيارته من إخوانى وأوليائك وقوف بحيث يقف بنا اختيارك من النشاط والفتور، ويرتضيه لنا إيثارك من الهمّ والسرور، والأمر في ذلك إليك، والاعتماد في جمع شمل المسرّة عليك؛ فإن رأيت أن تكلنى إلى أولى الظّنّين بك فعلت. ألطف المنن موقعا، وأجلّها في النفوس موضعا، ما عمر أوطان المسرّة، وطرد عوارض الهمّ والفكرة، وجمع شمل المودة والألفة. قد انتظمت في رفقة لى في سمط الثريا، فإن لم تحفظ علينا النظام بإهداء المدام عدنا كبنات نعش، والسلام.

فرأيك في إرواء غلّتنا بما ينقعها، والطّول على جماعتنا بما يجمعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>