للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطيرة والزّجر]

قال أبو حية النميرى:

جرى يوم رحنا عامدين لأرضنا ... سنيح، فقال القوم: مرّ سنيح

فهاب رجال منهم فتعيفوا ... فقلت لهم: جارى إلىّ ربيح

عقاب بأعقاب من الدار بعد ما ... نأت نأية بالظاعنين طريح

وقالوا: حمامات، فحمّ لقاؤها ... وطلح فنيلت والمطىّ طليح

وقال صحابى: هدهد فوق بانة، ... هدى وبيان بالنجاح يلوح

وقالوا: دم، دامت مواثيق بيننا ... ودام لنا حلوا الصفاء صريح

لعيناك يوم البين أسرع واكفا ... من الفنن الممطور وهو مروح

ونسوة شحشاح غيور يخفنه ... أخى ثقة يلهون وهو مشيح

يقلن، وما يدرين أنّى سمعته ... وهنّ بأبواب الخيام جنوح:

أهذا الذى غنّى بسمراء موهنا ... أتاح له حسن الغناء متيح

إذا ما تغنّى أنّ من بعد زفرة ... كما أنّ من حرّ السلاح جريح

وقائلة: يا دهم ويحك! إنه ... على ما به من عنّة لمليح «١»

فلو أنّ قولا يجرح الجلد قد بدا ... بجلدى من قول الوشاة قروح

وهذا من غريب الزّجر مليح التفاؤل.

قال أبو العباس محمد بن يزيد: أنشدنى أعرابىّ في قصيدة ذى الرمة التي وّلها:

ألا يا اسلمى يا دارمىّ على البلى ... ولا زال منهلّا بجرعائك القطر

يبتين لم يروهما الرواة في ديوانه، وهما:

رأيت غرابا ساقطا فوق قضبة ... من القضب لم ينبت لها ورق خضر

فقلت: غراب لاغتراب، وقضبة ... لقضب النوى هذى العيافة والزّجر

<<  <  ج: ص:  >  >>