لا ترضى للمحسن بصغير المثوبة، كما لا تقنع للمسىء إلّا بموجع العقوبة.
وقال آخر: ما عسيت أن أشكرك عليه من مواعد لم تشب بمطل، ومرافد لم تشن بمنّ، وعهد لم يمازجه ملق، وودّ لم يشبه مذق.
وقال آخر: علقت به أسباب الجلالة غير مستشعر فيها بنخوة، وترامت له أحوال الصرامة غير مستعمل معها السطوة، هذا مع دماثة فى غير حصر، ولين جانب من غير خور «١» .
فصل لابن الرومى: إنى لوليّك الذى لم تزل تنقاد لك مودته من غير طمع ولا جزع، وإن كنت لذى رغبة مطمعا، ولذى رهبة مهربا.
أبو فراس الحمدانى:
كذاك الوداد المحض لا يرتجى له ... ثواب، ولا يخشى عليه عقاب
[[بين حنيفة ونمير]]
غزت حنيفة نميرا فانتصفوا منهم، فقيل لرجل منهم: كيف صنع قومك؟
قال: اتبعونى وقد أحقبوا كل جمالية خيفانه «٢» ، فما زالوا يخصفون [أخفاف] المطىّ بحوافر الخيل، حتى لحقوهم؛ فجعلوا المرّان أرشية الموت، فاشتفّوا بها أرواحهم.
[[دعاء]]
ودعا أعرابى فقال: اللهم إن كان رزقى نائيا فقرّبه، أو قريبا فيسّره، أو ميسّرا فعجله، أو قليلا فكثره، أو كثيرا فثمّره.
[[من رسائل البلغاء]]
وكتب عنبسة بن إسحاق إلى المأمون وهو عامله على الرّقّة، يصف خروج الأعراب بناحية سنجار وعيثهم بها «٣» : يا أمير المؤمنين، قد قطع سبل المجتازين،