للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتى يجعل المعروف قبل سؤاله ... ويجعل دون العذر فضل التّكرّم

أغرّ متى تقصد به فضل حظه ... تصب ومتى تطلب به الغنم تغنم

على رأيه ينضمّ منصدع الصّفا ... وبنحلّ من عقد العرى كل مبرم

له عزمة أغنى من الجيش في الوغى ... وخطرة رام كالحسام المصمّم

جملة من كلام أبى الفضل أحمد بن الحسين الهمذانى «١» بديع الزمان

وهذا اسم وافق مسمّاه، ولفظ طابق- معناه، وكلام غضّ المكاسر، أنيق الجواهر، يكاد الهواء يسرقه لطفا، والهوى يعشقه ظرفا ولما رأى أبا بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزدى «٢» أغرب بأربعين حديثا، وذكر أنه استنبطها من ينابيع صدره، واستنخبها من معادن فكره، وأبداها للأبصار والبصائر، وأهداها للافكار والضمائر، فى معارض أعجمية، وألفاظ حوشية، فجاء أكثر ما أظهر تنبو عن قبوله الطباع، ولا ترفع له حجبها الأسماع، وتوسّع فيها؛ إذ صرّف ألفاظها ومعانيها، فى وجوه مختلفة، وضروب متصرفة، عارضها بأربعمائة مقامة في الكدية، تذوب ظرفا، وتقطر حسنا، لا مناسبة بين المقامتين لفظا ولا معنى، وعطف مساجلتها، ووقف مناقلتها، بين رجلين سمّى أحدهما عيسى بن هشام والآخر أبا الفتح الإسكندرى، وجعلهما يتهاديان الدّر، ويتنافثان السّحر، فى معان تضحك الحزين، وتحرّك الرّصين، يتطلّع منها كلّ طريفة، ويوقف منها على كلّ لطيفة، وربما أفرد أحدهما بالحكاية،

<<  <  ج: ص:  >  >>