للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن سمط الدرّ الأنيق. قد همّ أرقم الشّعر على شاربه، وكاد فم الحسن يقبّله.

كأنّ العذار ينقش فصّ وجهه، ويحرق فضّة خدّه. طرّز الجمال ديباج وجهه، وأبان عذاره العذر فى حبّه. [لعب الربيع بخدّه، فأنبت البنفسج فى ورده.

لما احترقت فضة خدّه، احترق سواد القلب من حبّه] .

كيف لا يخضرّ شاربه ... ومياه الحسن تسقيه

[ولهم فى نقيض ذلك، فى ذم خروج اللحية]

قد انتقب بالدّيجور، بعد النوز؛ فدولة حسنه قد أعرضت أيامه، وانقرضت دولته وأحكامه. استحال خدّه دجا، وزمرّد خدّه سبجا «١» ؛ وأخمدت نار حسنه بعد الإيقاد، ولبس عارضه ثوب الحداد. ذبل ورد خدّه، وتشوّك زعفران خطه. فارقنا خشفا، ووافانا جلفا، وفارقنا هلالا وغزالا، وعاد وبالا ونكالا.

مالى أرى الآباط جائشة؛ والآناف معشبة، والعيون منورة، والأزرار مرعى، والأظفار حمى، واللحى لبودا، والأسنان خضرا وسودا.

[من رسائل البديع ومقاماته]

وكتب إلى بديع الزمان بعض من عزل عن ولاية حسنة يستمدّ وداده ويستميل فؤاده؛ فأجابه بما نسخته: وردت رقعتك أطال الله بقاءك فأعرتها طرف التعزّز ومددت إليها يد التقزز، وجمعت عليها ذيل التحرّز، فلم تند على كبدى، ولم تحظ بناظرى ويدى؛ ولقد خطبت من مودّنى ما لم أجدك لها كفيّا، وطلبت من عشرتى ما لم أرك لها رضيّا؛ وقلت: هذا الذى رفع عنّا أجفان

<<  <  ج: ص:  >  >>