للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[من شعر أبى نواس]]

قال عمرو الوراق: سمعت ابا نواس ينشد قصيدته:

أيّها المنتاب عن عفره ... لست من ليلى ولا سمرة

لا أذود الطير عن شجر ... قد بلوت المرّ من ثمره

فحسدته عليها، فلما بلغ إلى قوله:

وإذا مجّ القنا علقا ... وتراءى الموت فى صوره

راح فى ثنيى مفاضته ... أسد يدمى شبا ظفره

تتأيّى الطير غزوته ... ثقة بالشّبع من جزره

تحت ظل الرمح تتبعه ... فهى تتلوه على أثره

فقلت: ما تركت للنابغة شيئا حيث يقول:

إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدى بعصائب

جوانح قد أيقنّ أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أوّل غالب

فقال: اسكت، فلئن أحسن الاختراع، لما أسات الاتباع.

أخذه الطائى فقال:

وقد ظلّلت عقبان راياته ضحى ... بعقبان طير فى الدماء نواهل

أقامت على الرايات حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل

[[وصف جيش]]

وقال المتنبى يصف جيشا:

وذى لجب لا ذو الجناح أمامه ... بناج، ولا الوحش المثار بسالم

تمرّ عليه الشمس وهى ضعيفة ... تطالعه من بين ريش القشاعم

إذا ضوءها لا فى من الطير فرجة ... تدوّر فوق البيض مثل الدراهم

<<  <  ج: ص:  >  >>