وقائلة والليل قد نشر الدّجى ... فغطّى بها ما بين سهل وقردد «١»
أرى بارقا يبدو من الجوسق الذى ... به حلّ ميراث النبىّ محمد
أضاءت له الآفاق حتى كأنما ... رأينا بنصف الليل نور ضحى غد
فظلّ عذارى الحىّ ينظمن تحته ... سلوكا من الجزع الذى لم يسرّد
فقلت: هو البدر الذى تعرفونه ... وإلا يكن فالنّور من وجه أحمد
[[حث الاشتياق]]
وقال عمر بن عبد الله بن أبى ربيعة في معنى قول عمرو بن شأس في حثّ الاشتياق:
خليلىّ ما بال المطايا كأنما ... تراها على الأعقاب بالقوم تنكص
فقد أتعب الحادى سراهنّ، وانحنى ... بهنّ- فما بالوا-، عجول مقلّص
وقد قطّعت أعناقهنّ صبابة ... فأعينها مما تكلّف تشخص
يزدن بنا قربا فيزداد شوقنا ... إذا ازداد قرب الدار والبعد ينقص
وقال بعض الرجاز، وذكر إبلا:
إنّ لها لسائقا خدلجّا «٢» ... لم يدلج الليلة فيمن أدلجا
يريد امرأة يحبها فيحثه ما يجده من الشوق على إجهاد مطاياه بالسوق. كما أنشد إسحاق الموصلى:
صبّ يحثّ مطاياه بذكركم ... وليس ينساكم إن حلّ أو سارا
لو يستطيع طوى الأيام نحوكم ... حتى يبيع بعمر القرب أعمارا
يرجو النّجاة من البلوى بقربكم ... والقرب يلهب في أحشائه نارا
هذا البيت يناسب أبيات ابن أبى ربيعة. يقول: كلما دنا ازداد حرصا على اللقاء.