لا يوردون الماء سنبك سابح ... أو يكتسى بدم الفوارس طحلبا «٢»
[[رجع إلى عمر بن العلاء]]
قال: وبلغ عمر بن العلاء أن أبا العتاهية عاتب عليه في هنات نالها منه فى مجلس، وكان كثير الانقطاع إليه، فتخلّف عنه، فساء ذلك عمر، فكتب إليه:
قد بلغنى الذى كان من تجنّبك فيما استخفّك به سوء الأدب عن علم حقيقة منى، فصرت متردّدا من العمى في يلاميع الشبهة «٣» ؛ ولو كان معك من علمك داع إلى لقائى لكشفت لك مورد الأمر ومصدره، لترجع إلى الصّلة، فتقال أو تأبى إلا الصّريمة فتصرم؛ وقد قال الأول:
ومستعتب أبدى على الظنّ عتبه ... وأخرج منه المحفظات غليل
كشفت له عذرا فأبصر وجهه ... فعاد إلى الإنصاف وهو ذليل
فأجابه أبو العتاهية: لم أجز بعتبى الحقيقة إلى الشبهة، ولم أجد سعة مع عظيم قدرتك إلى حمل اللائمة، فقصّر بى الخوف من سخطك، على ترك معاتبتك؛ لأنّ المعاتبة لا تجتنى إلّا من المساوى، ولو رغبت عن الصلة إلى القطيعة لتقاضيتك ذلك عن طول الصّحبة، وسالف المدّة، وأنا أقول:
رضيت ببعض الذّلّ خوف جميعه ... وليس لمثلى بالملوك يدان