وقال بعض الملوك لحكيم من حكمائه: عظنى بعظة تنفى عنى الخيلاء «١» ، وتزهّدنى فى الدنيا. قال: فكّر فى خلقك، واذكر مبدأك ومصيرك، فإذا فعلت ذلك صغرت عندك نفسك، وعظم بصغرها عندك عقلك؛ فإن العقل أنفعها لك عظما، والنفس أزينهما لك صغرا؛ قال الملك: فإن كان شىء يعين على الأخلاق المحمودة فصفتك هذه. قال: صفتى دليل، وفهمك محجّة، والعلم علية «٢» ، والعمل مطية، والإخلاص زمامها، فخذ لعقلك بما يزينه من العلم، وللعلم بما يصونه من العمل، وللعمل بما يحققه من الإخلاص، وأنت أنت! قال: صدقت.
[[من المدح]]
وقال ابن الرومى:
تغنون عن كل تقريظ بمجدكم ... غنى الظباء عن التكحيل بالكحل
تلوح فى دول الأيام دولتكم ... كأنها ملّة الإسلام فى الملل