للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبادر الاجر نحو الصّبر محتسبا ... إنّ الجزوع صبور بعد أيام

ولما ماتت دريدة «١» ، وهى جارية [المعتضد، و] كانت مكينة عنده، جزع عليها جزعا شديدا، فقال له عبيد الله بن سليمان: مثلك يا أمير المؤمنين تهون عليه المصائب؛ لأنّك تجد من كل فقيد خلفا، وتنال جميع ما تريد من العوض، والعوض لا يوجد منك، فلا ابتلى الله الإسلام بفقدك، وعمره بطول بقاء عمرك، وكأن الشاعر عنى أمير المؤمنين بقوله:

يبكى علينا ولا نبكى على أحد ... لنحن أغلظ أكبادا من الإبل

فضحك المعتضد وتسلّى وعاد إلى عادته.

قال محمد بن داود الجراح: فلقينى عبيد الله فأخبرنى بذلك، وقال: أردت شعرا فى معنى البيت الذى أنشدته فما وجدته؛ فقلت له قد قال البطين البجلى:

طوى الموت ما بينى وبين أحبّة ... بهم كنت أعطى من أشاء وأمنع

فلا يحسب الواشون أنّ قناتنا ... تلين، ولا أنّا من الموت نجزع

ولكنّ للألّاف- لابدّ- لوعة ... إذا جعلت أقرانها تتطلّع «٢»

فكتبه، وقال: وحفظته لما عدلت عنه.

[من شعر ابن المعتز]

وقال ابن المعتز، وذكر الموتى:

وسكّان دار لا تزاور بينهم ... على قرب بعض فى المحلة من بعض

كأنّ خواتيما من الطين فوقهم ... فليس لها حتى القيامة من فضّ

وقال يمدح عبيد الله بن سليمان:

<<  <  ج: ص:  >  >>