للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك الضلال قيادى حتى أشكل علىّ ما يحتاج إليه الممزوجان، ولا يستغنى عنه المتآلفان، وهما ممازجة طبع، وموافقة شكل وخلق، ومطابقة خيم «١» وخلق، وما وصلتنا حال تجمعنا على ائتلاف، وحمتنا من اختلاف، ونحن فى طرفى ضدّين، وبين أمرين متباعدين، وإذا حصّلت الأمر وجدت أقل ما بيننا من البعاد، أكثر مما بين الوهاد والنّجاد «٢» ، وأبعد مما بين البياض والسواد، وأيسر ما بيننا من النفار أقلّ [ما بيننا من النضار، وأكثر ما] بين الليل والنهار، والإعلان والإسرار

[[حسن التأتى للأمور]]

قال أسد بن عبد الله لأبى جعفر المنصور: يا أمير المؤمنين، فرط الخيلاء، وهيبة العزة، وظلّ الخلافة، يكفّ عن الطلب من أمير المؤمنين إلّا عن إذنه، فقال له: قل، فقد والله أصبت مسلك الطلب؛ فسأل حوائج كثيرة قضيت له.

وقال عمرو بن نهيك لأبى جعفر المنصور: يا أمير المؤمنين، قد حضر خدمك الإعظام والهيبة عن ابتدائك بطلياتهم، وما عاقبة هذين لهم عندك؟ قال: عطاء يزيدهم حياء، وإكرام يكسوهم هيبة الأبد قال عيسى بن على: ما زال المنصور يشاورنا فى أمره حتى قال إبراهيم بن هرمة فيه:

إذا ما أراد الأمر ناجى ضميره ... فناجى ضميرا غير مختلف العقل

ولم يشرك الأدنين فى جلّ أمره ... إذا اختلفت بالأضعفين قوى الحبل

[فقر فى ذكر المشورة]

المشورة لقاح العقل، ورائد الصواب، وحزم التدبير. المشاورة قبل المساورة. والمشورة عين الهداية.

<<  <  ج: ص:  >  >>