للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضمن قطرا فيه للكتب غشب ... أسود يجرى بمعان كالشهب

لا تنضب الحكمة إلّا إن نضب ... نيطت إلى يسرى يدىّ بسبب

كالقرط في الجيد تدلّى فاضطرب ... تصحبها، والأخوات تصطحب

كأنه يودع نبلا من قصب ... لم يعلها ريش ولم تحمل عقب «١»

لا تضحك الأوراق حتى ينتحب ... ترمى بها يمناى أعراض الكتب

رميا متى أقصد به السّمت أصب ... ومدية كالعضب ما مسّ القصب

غصبى على الأقلام من غير سبب ... تسطو بها في كلّ حين وتثب

وإنما ترضيك في ذاك الغضب ... فتلك آلاتى، وآلاتى تحبّ

والظّرف في الآلات مما يستحبّ ... لا سيّما ما كان منها للادب

[[عمال المأمون]]

تظلم رجل إلى المأمون من عامل له، فقال: يا أمير المؤمنين، ما ترك لى فضّة إلّا فضّها، ولا ذهبا إلّا ذهب به، ولا غلّة إلا غلها، ولا ضيعة إلّا أضاعها، ولا علقا «٢» إلا علقه، ولا عرضا إلا عرض له، ولا ماشية إلا امتشّها «٣» ، ولا جليلا إلا أجلاه، ولا دقيقا إلا أدقّه. فعجب من فصاحته وقضى حاجته.

قال عمرو بن سعد بن سلم: كانت علىّ نوبة أنوبها في حرس المأمون، فكنت في نوبتى ليلة فخرج متفقّدا من حضر، فعرفته ولم يعرفنى، فقال: من أنت؟ قلت: عمرو، عمرك الله، ابن سعيد، أسعدك الله، ابن سلم، سلّمك الله.

فقال: تكلؤنا منذ الليلة. قلت: الله يكلؤك قبلى، وهو خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

فقال المأمون:

إنّ أخاك الحقّ من يسعى معك ... ومن يضرّ نفسه لينفعك

ومن إذا صرف زمان صدعك ... بدّد شمل نفسه لنجمعك

<<  <  ج: ص:  >  >>