للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكاد تميد الأرض بالناس إن رأوا ... لعمرو بن هند غضبة وهو عاتب

هو الشمس وافت يوم دجن فأفضلت ... على كل ضوء والملوك كواكب «١»

قال يزيد بن معاوية لجميل بن أوس، وكان أكرمه واجتباه: لم كرهت الإفراط فى تقديمى، وتطامنت عن الدرجة التى سما بك إليها مكانك منى؟

فقال: [أيد الله سلطانك، وأعلى مكانك] ، إن الذين كانوا قبلنا من أهل العلوم والآداب، والعقول والألباب، كانوا أطول أعمارا منا، وأكثر للزمان صحبة، وأكثر للأيام تجربة، وقد قال الحكيم: بقدر الثواب عند الرّضا يكون العقاب عند السخط، وبقدر السموّ فى الرفعة تكون وجبة الرفعة، ولا خير فيمن لا يسمع الموعظة، ولا يقبل النصيحة، وأنا يا أمير المؤمنين وإن كنت آمنا من التعرض لسخطك والدنوّ مما يقرب منه، فلست بآمن من طعن المساوى فى الدرجة عندك، وحقر المشارك لى فى المنزلة منك، وليس من تقديمك قليل، ولا من تعظيمك يسير، فإن أقل ذلك فيه النباهة، والفخر، [والثناء] والذكر، وحسبى مما بذلته من أموالك استحقاقى عندك لإكرامك، وحسبى من تقديمك خالص رضاك، وصفاء ضميرك

[مختار من أقوال الحكماء عند وفاة الإسكندر]

لما جعل الإسكندر فى تابوت من ذهب تقدّم إليه أحدهم فقال: كان الملك يخبأ الذهب، وقد صار الآن الذهب يخبؤه، وتقدم إليه آخر، والناس يبكون ويجزعون، فقال: حرّ كنا بسكونه، أخذه أبو العتاهية فقال:

يا علىّ بن ثابت بان منّى ... صاحب جلّ فقده يوم بنتا

<<  <  ج: ص:  >  >>