للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنصاع من كثب كما نفر القطا ... طورا، وتجتمع اجتماع الربرب «١»

والبحر يجمع بينها فكأنه ... ليل يقرّب عقربا من عقرب

وعلى كواكبها أسود خلافة ... تختال فى عدد السلاح المذهب

فكأنما البحر استعار بزيّهم ... ثوب الجمال من الربيع المعجب

[من لطائف التودّد]

كتب العباس «٢» بن جرير إلى الفضل بن يحيى:

لا أعلم منزلة توحشنى من الأمير ولا توحشه منى؛ لأننى فى المودة له كنفسه، وفى الطاعة كيده، وإنما ألطفه من فضله، وقد بعثت بعض ما ظننت أنه يحتاج إليه فى سفره. وذكر ما بعث.

وكتب غيره فى هذا المعنى: إذا كان اللّطف دليل محبّة، وميسم قربة، كفى قليله عن كثيره، وناب يسيره عن خطيره، لا سيما إذا كان لمقصود به ذا همّة لا يستعظم نفيسا، ولا يستصغر خسسا؛ وقد حزت من هذه الصفة أجلّ فضائلها، وأرفع منازلها.

وفى هذا المعنى: إن يد الأنس طويلة بكل ما بلغت، منبسطة بكل ما أدركت، من حيث يد الحشمة قصيرة عن كل ما حوت، مقبوضة دون ما أمّلت؛ لأن باب القول مطلق لذوى الخصوص «٣» ، محظور عند ذوى الهموم، ولتمكن ما بيننا عاطيتك من لطفى مالا دونه قلّة، ثقة منك بأنه يرد على ما لا فوقه كثرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>