للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فقر من كلام المتصوفة والزهاد والقصاص]

نور الحقيقة، أحسن من نور الحديقة. الزهد قطع العلائق، وهجر الخلائق.

الدنيا ساعة، فاجعلها طاعة. التصوّف ترك التكلّف. قيل لمتصوّف: أتيع مرقّعتك؟ قال: أرأيتم صيادا يبيع شبكته! وقيل لبعضهم: لو تزوّجت! قال:

لو قدرت أن أطلق نفسى لطلقتها، وأنشد:

تجرّد من الدنيا فإنك إنما ... سقطت إلى الدنيا وأنت مجرّد

الدنيا نوم والآخرة يقظة، والمتوسط بينهما الموت، ونحن فى أضغاث أحلام.

ذو النون: العبد بين نغمة وذنب، لا يصلحهما إلا الشكر والاستغفار.

غيره: ينبغى للعبد أن يكون فى الدنيا كالمريض لابد له من قوت، ولا يوافقه كل طعام. ليس فى الجنة نعيم أعظم من علم أهلها أنها لا تزول.

ابن المبارك: الزهد إخفاء الزهد. إذا هرب الزاهد من الناس فاطلبه، وإذا طلبهم فاهرب عنه. من أطلق طرفه كثر أسفه. من سوء القدر فضل النظر من طاوع طرفه، تابع حتفه، ومن نظر بعين الهوى حار، ومن حكم على الهوى جار، ومن أطال النظر لم يدرك الغاية، وليس لناظر نهاية. ربما أبصر الأعمى رشده، وأصلّ البصير قصده. وقيل: ربّ حرب جنيت من لفظة، وربّ حبّ غرس من لحظة، وأنشد:

نظرت إليها نظرة لو كسوتها ... سرابيل أبدان الحديد المسرّد

لرقّت حواشيها وفض حديدها ... ولانت كما لانت لداود فى اليد «١»

وقال سعيد بن حميد:

نظرت فقادتنى إلى الحتف نظرة ... إلى بمضمون الضمير تشير «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>