للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقصيدة التى منها هذه الأبيات من أجود قوله، وفيها يقول مما يتمثل به:

والعيش لا عيش إلا ما تقرّ به ... عين ولا حال إلا سوف ينتقل

والناس من يلق خيرا قائلون له ... ما يشتهى ولأم المخطىء الهبل «١»

قد يدرك المتأنّى بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزّلل

قوله: «والناس من يلق خيرا قائلون له» مأخوذ من قول المرقش:

ومن يلق خيرا لحمد؟؟؟ الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغىّ لائما

وقال عمرو بن سعيد للأخطل: أيسرك أنّ لك بشعرك شعرا؟ قال: لا، ما يسرّنى أن لى بقولى مقولا من مقاويل العرب، غير أنّ رجلا من قومى قال أبياتا حسدته عليها، وايم الله، إنه لمغدف القناع، ضيّق الذراع، قليل السماع، قال: ومن هو؟ قال: القطامى، قال: وما هذه الأبيات؟ فأنشد له يصف إبلا من هذه القصيدة:

يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الأعجاز تتّكل «٢»

فهن معترضات والحصا رمض ... والرّيح ساكنة والظلّ معتدل «٣»

يتبعن سامية العينين تحسبها ... مجنونة أو ترى ما لا ترى الإبل

[[نغم الألفاظ ونغم الألحان]]

قال أبو العتاهية لمخارق: أنت بنغم ألفاظك دون نغم ألحانك، تطرب إذا تكلّمت، فكيف إذا ترنّمت! وقال له يوما: يا حكيم هذه الأقاليم؛ أصبب فى هذه الآذان من جيّد تلك الألحان، فأقسم لو كان الكلام طعاما، لكان غناؤك له إداما.

<<  <  ج: ص:  >  >>