للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فقر في الكتب]

إنفاق الفضّة على كتب الآداب، يخلفك عليه ذهب الألباب. إنّ هذه الآداب شوارد، فاجعلوا الكتب لها أزمّة. كتاب الرجل عنوان عقله، ولسان فضله.

ابن المعتز: من قرأ سطرا من كتاب قد خطّ عليه فقد خان كاتبه؛ لأن الخطّ يحرز ماتحته.

بزرجمهر: الكتب أصداف الحكم، تنشقّ عن جواهر الكلم بعض الكتاب: إعجام الخطّ يمنع من استعجامه، وشكله يؤمن من إشكاله.

كأن هذا الكاتب نحا إلى قول أبى تمام:

ترى الحادث المستعجم الخطب معجما ... لديه، ومشكولا إذا كان مشكلا

ما كتب قرّ، وما حفظ فرّ. الخطوط المعجمة، كالبرود المعلمة.

وقال ابن المعتز يصف كتابا:

وذى نكت موشّى نمقّته ... وحاكته الأنامل أىّ حوك

بشكل يرفع الإشكال عنه ... كأن سطوره أغصان شوك

[جملة من ألفاظ أهل العصر فى صفة الكتب وتهاديها، وما يتعلق بأسمائها ومعانيها]

حضرة مولاى تجلّ عن أن يهدى إليها غير الكتب، التى لا يترفّع عنها كبير، ولا يمتنع منها خطير، وقد فكّرت فيما أنفذت به مقيما للرّسم في جملة الخدم، وحافظا للاسم في غمار الحشم، فلم أجد إلا الرّقّ الذى سبق ملكه له، والمال الذى منحه وخوّله، فعدلت إلى الأدب الذى تنفق سوقه بباب سيدنا ولا تكسد، وتهبّ ريحه بجانبه ولا تركد. وأنفذت كتابى هذا راجيا أن أشرّف بقبوله، ويوّقع إلىّ بحصوله؛ ولمّا وجب على ذوى الاختصاص لسيدنا إهداء ما جرت العادة بتسابق الأولياء إلى الاجتهاد في إهدائه «١» ، وجب العدول في إقامة رسم الخدمة إلى اتباع

<<  <  ج: ص:  >  >>