وإنك لقاطع لسانى؟ قال: إنى ممض فيك ما أمرت، فمضى بى حتى أدخلنى الحظائر، فقال: اعتدّ ما بين الأربعين إلى مائة، قلت: بأبى أنت وأمى! ما أحلمكم وأعلمكم وأعدلكم وأكرمكم! فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاك أربعين، وجعلك من المهاجرين [فإن شئت] فخذها، وإن شئت فخذ مائة، وكن من المؤلّفة قلوبهم. فقلت: أشر علىّ. فقال: إنى آمرك أن تأخذ ما أعطاك. فأخذتها.
وكانت ليلى الأخيلية قد حاجّت النابغة الجعدى فأفحمته.
ودخلت على عبد الملك ابن مروان وقد أسنّت فقال: ما رأى توبة فيك حتى أحبك؟ قالت: رأى فىّ ما رأى الناس فيك حين ولّوك! فضحك عبد الملك حتى بدت له سن سوداء كان يخفيها.
[[عود إلى رثاء شواعر العرب]]
وقالت هند بنت أسد الضبابية:
لقد مات بالبيضاء من جانب الحمى ... فتى كان زينا للمواكب والشّرب
يلوذ به الجانى محافة ما جنى ... كما لاذت العصماء بالشاهق الصعب