للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأن الدّجى غدائر شعر ... وكأنّ النجوم فيها مدارى «١»

وانجلى الغيم عن هلال تبدّى ... فى يد الأفق مثل نصف سوار

وقال:

عتبت فانثنى عليها العتاب ... ودعا دمع مقلتيها انسكاب

وضعت نحو خدّها بيديها ... فالتقى الياسمين والعناب «٢»

ربّ مبدى تعتّب جعل العتب ... رياء وهمّه الإعتاب

فاسقنيها مدامة تصبغ الكا ... س كما يصبغ الخدود الشباب

ما ترى الليل كيف رقّ دجاه ... وبدا طيلسانه ينجاب؟

وكأنّ الصباح فى الأفق باز ... والدّجى بين مخلبيه غراب

وكأنّ السماء لجّة بحر ... وكأنّ النجوم فيها حباب

وكأنّ الجوزاء سيف صقيل ... وكأنّ الدّجى عليها قراب

من وصف الشراب والكؤس والسّقاة فى الليل

وقال:

وزنجيّة الآباء كرخيّة الجلب ... عببريّة الأنفاس كرميّة النّسب «٣»

كميت بزلنا دنّها فتفجّرت ... بأحمر قان مثل ما قطر الذّهب

فلما شربناها صبونا كأنّنا ... شربنا السرور المحض واللهو والطّرب

ولم نأت شيئا يسخط المجد فعله ... سوى أننا بعنا الوقار من اللّعب

كأن كؤوس الشّرب وهى دوائر ... قطائع ماء جامد تحمل اللهب

يمدّ بها كفا خضيبا مديرها ... وليس بشىء غيرها هو مختضب

فبتنا نسقّى الشمس والليل راكد ... ونقرب من بدر السماء وما قرب

<<  <  ج: ص:  >  >>