للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل يرجعن عيشى وعيشك مرّة ... ببغداد دهر منصف لا نعاتبه

ليالى أرعى فى جنابك روضة ... وآوى إلى حصن منيع مراتبه «١»

وإذ أنت لى كالشهد بالرّاح صفّقا ... بماء رصاف صفقته جنائبه «٢»

عسى ولعلّ الله يجمع بيننا ... كما لاءمت صدع الإناء مشاعبه

[فقر وفصول فى معان شتى]

قال العتابى: حظّ الطالبين من الدّرك، بحسب ما استصحبوا من الصّبر.

بعض الحكماء: الحلم عدّة للسفيه، وجنّة من كيد العدو، وإنك لن تقابل سفيها بالإعراض عن قوله إلّا أذللت نفسه، وفللت حدّه، وسللت عليه سيوفا من شواهد حلمك عنه، فتولّوا لك الانتقام منه.

وقال آخر: العجلة مكسبة للمذمّة، مجلبة للنداءة، منفّرة لأهل الثقة، مانعة من سداد الرغبة.

وأتى العتابىّ وهو بالرّى رجل يودّعه فقال: أين تريد؟ قال: بغداد، قال: إنك تريد بلدا اصطلح أهله على صحّة العلانية، وسقم السريرة، كلّهم يعطيك كله، ويمنعك قله وقال يحيى بن خالد لرجل دخل عليه: ما كان خبرك مع فلان؟ قال: قد افتديت مكاشفته واشتريت مكاشرته «٣» بألف درهم، فقال يحيى: لا تبرح حتى يكتب الفضل وجعفر عنك هذا القول.

قال الأصمعى: سمعت أعرابيا يدعو، ويقول: اللهم ارزقنى عمل الخائفين، وخوف العاملين، حتى أتنعم بترك التنعم، رجاء لما وعدت، وخوفا مما أوعدت.

وللعتابى: أما بعد فإنه ليس بمستخلص غضارة عيش إلا من خلال مكروهه،

<<  <  ج: ص:  >  >>