للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمت، وليس من أنسأناه أهملناه، ولا من أخّرناه تركناه، مع اقتطاع الشغل لنا، واقتسام زماننا، وكان من حقّك علينا أن تذكّرنا بنفسك، وتعلمنا أمرك؛ وقد وقّعت لك برزق شهرين؛ لتريح غلّتك، وتعرفنى مبلغ استحقاقك، لأطلق لك باقى أرزاقك، إن شاء الله، والسلام.

وكان إذا خرج من داره يقول: اللهم إنّى أعوذ بك من الرّكب والرّكب، والآجرّ والخشب، والرّوايا والقرب.

[قطعة من خطابه وجوابه:]

دخل على أبى الصقر بعد ما تأخّر عنه، فقال: ما أخّرك عنا؟ قال: سرق حمارى، قال: وكيف سرق؟ قال: لم أكن مع اللص فأخبرك! قال: فلم لم تأتنا على غيره؟ قال: قعدبى عن الشراء قلّة يسارى، وكرهت ذلّة المكارى، ومنّة العوارى وزحمه رجل بالجسر على حماره، فضرب بيديه على أذنى الحمار، وقال: يا فتى، قل للحمار الذى فوقك يقول: الطّريق! ودخل على إبراهيم بن المدبر، وعنده الفضل بن اليزيدى، وهو يلقى على ابنه مسائل من النحو، فقال: فى أى باب هذا؟ قال: فى باب الفاعل والمفعول به، قال: هذا بابى وباب الوالدة حفظها الله! فغضب الفضل وانصرف؛ وكان البحترى حاضرا فكتب بعد ذلك بقصيدته إلى إبراهيم بن المدبر التي أولها:

ذكّر تنيك روحة للشمول ... أوقدت لوعتى وهاجت غليلى

أى شىء ألهاك عن سر من را ... ء وظلّ للعيش فيها ظليل «١»

وفيها يقول:

أفتصارا على أحاديث فضل ... وهو مستكره كثير الفضول

فعلام اصطفيت منكسف البا ... ل معاد المخراق نزر القبول «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>